للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأجازه المصنف في الاختيار, وجعل الجر بفي كالجر بمن، وجعله ابن عصفور ضرورة.

فلو لم يكن المنعوت بالجملة وشبهها بعض ما قبلها من مجرور بمن أو في, لم تقم الجملة أو شبهها مقامه إلا في الضرورة كقوله١:

.................. ... لكم قُبصه من بين أثرى وأقترا


= "تيثم" جواب الشرط, "يفضلها" الجملة صفة لأحد المحذوفة, "في حسب" جار ومجرور متعلق بيفضلها, "وميسم" عطف عليه.
الشاهد فيه: "ما في قومها.... يفضلها" حيث إن جملة "يفضلها" جاءت نعتا لمنعوت محذوف وهو "أحد", وهو بعض اسم مقدم مجرور بفي وهو "قومها".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٠٠/ ٢، وابن هشام ١٣٢/ ٣، وذكره ابن يعيش ٥٩/ ٣، وسيبويه ٣٧٥/ ١، والسيوطي في الهمع ١٢٠/ ٢، والشاهد ٣٤٤ في الخزانة.
١ قائله: هو الكميت في مدح بني أمية, وهو من الطويل.
وصدره:
لكم مسجدا الله المزوران والحصى
اللغة: "مسجدا الله" أراد بهما مسجد مكة ومسجد المدينة, "المزوران" تثنية مزور -بفتح الميم وضم الزاي- "الحصى" العدد من الأهل, "قبصه" -القبص بكسر القاف وسكون الباء- العدد الكثير من الناس, "أثرى" كثر ماله, "وأقترا" افتقر وقل ماله.
المعنى: يمدح بني أمية بأن الله تعالى قد جعل لهم الولاية على مسجديه اللذين يزورهما الناس, وجعل لهم العدد والعديد من الأهل والأتباع والأنصار الذين لكثرتهم يوجد بينهم الغني والفقير.
الإعراب: "لكم" جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم, "مسجدا" مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه مثنى, "الله" مضاف إليه, "المزوران" نعت للمسجدين مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى, "والحصى" عطف على المبتدأ, "لكم" متعلق بمحذوف خبر مقدم, "قبصه" مبتدأ مؤخر وضمير الغائب مضاف إليه, "من بين" جار ومجرور, "أثرى" فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر وفاعله ضمير مستتر فيه, "وأقترا" فعل ماض عطف على أثرى وفاعله ضمير مستتر فيه.
الشاهد فيه: "من بين أثرى وأقترا" حيث حذف المنعوت وأبقى النعت، والتقدير: من بين من أثرى وبين من أقتر، أي: من بين رجل أثرى ورجل أقتر، فحذف منعوتين؛ "من" الأولى و"من" الثانية.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٠١/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>