للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وظهر من كلامه في الشرح أنه غير موافق له من كل وجه؛ لأنه جعل الواو قبلها عاطفة جملة على جملة, ويضمر لما بعدها عاملا.

فإن قلت: "ما قام سعد ولكن سعيد", فالتقدير: ولكن قام سعيد.

وإنما جعله من عطف الجمل؛ لما يلزم على مذهب يونس من مخالفة المعطوف بالواو لما قبلها، وحقه أن يوافقه.

واستدل من قال بأنها ليست بعاطفة بلزوم اقترانها بالواو قبل المفرد.

قال في شرح التسهيل: وما يوجد من كلام النحويين من نحو: "ما قام سعد لكن سعيد" فمن كلامهم, "لا من"١ كلام العرب.

ولذلك لم يمثل سيبويه في أمثلة العطف إلا بـ "ولكن", وهذا من شواهد أمانته وكمال عدالته؛ لأنه يجيز العطف بها غير مسبوقة بواو، وترك التمثيل به لئلا يعتقد أنه مما استعملته العرب.

قلت: وفي قوله: إن سيبويه يجيز العطف بها غير مسبوقة بواو, نظر.

فقد تقدم ما ذكره ابن عصفور.

الثاني: اختلف في تسعة ألفاظ أخر, وهي: إما، وإلا، وليس، ولولا، وهلا، وكيف، ومتى، وأين, وأي.

والصحيح أنها ليست من حروف العطف، وسيأتي الكلام على "أما".

ثم شرع في ذكر معاني حروف العطف، وبدأ بالواو.

فقال:

فاعطف بواو سابقا أو لاحقا ... في الحكم أو مصاحبا موافقا

يعني: أن الواو للجمع المطلق كما ذهب إليه الجمهور، فيصح أن يعطف


١ أ، ب, وفي جـ "ليس من".

<<  <  ج: ص:  >  >>