للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ريب في أن ابن أم قاسم كعادته، يعتمد على كثير من آراء نحاة العرب، ليستشف ما صلح منها، ولينهل من معينها.

فنراه في الابتدائية في "حتى" عرض خلافا دار بين النحاة. فقال:

فالجملة بعدها لا موضع لها من الإعراب، وذهب الزجاج وابن درستويه إلى أن الجملة بعد "حتى" في موضع جر بحتى وذلك خلاف الجمهور.

وفي الجملة التفسيرية اعتمد على رأي أبي عليّ. فقال: والمشهور أنه لا موضع للجملة المفسرة من الإعراب، وقال الأستاذ أبو عليّ: والتحقيق أنها على حسب ما يفسر.

وإن هذه الرسالة مع إيجازها واختصارها قد أفادت المراد وفتحت الطريق أمام الباحث كي يستنير بها ويهتدي بهديها.

وكانت نبراسا لابن هشام في كتابه مغني اللبيب، حيث استفاد منها طريقة التقسيم والتنظيم، غير أنه جعل القسم الثاني في العدد كالأول.

وقد قال ابن أم قاسم في آخرها:

وقد تم الكلام على الجمل التي لا محل لها من الإعراب على سبيل الاختصار دون الإكثار.

وفاته:

لما كان تقيا ورعا وليا من أولياء الله أحسن الله له الخاتمة، فتوفي في يوم مبارك ميمون وهو عيد الفطر المبارك سنة ٧٤٩هـ تسع وأربعين وسبعمائة من الهجرة١، وقيل: سنة ٧٥٥هـ.

"وذكر أن وفاته يوم عيد الفطر سنة ٧٤٩هـ, وقد رأيت بخطي ولا أدري من أين نقلته: وكانت وفاته سنة ٧٥٥هـ والله أعلم". ا. هـ٢. ودفن بسرياقوس٣.


١ بغية الوعاة للسيوطي ص٢٢٦، حسن المحاضرة ص٢٣٠، طبقات القراء ج١ ص٢٢٧, وعصر سلاطين المماليك للأستاذ محمود رزق ج٤ ص١١٧، روضات الجنات ص٢٢٥.
٢ الدرر الكامنة لابن حجر تحقيق الشيخ محمد سيد جاد الحق ج٢ ص١١٦، رقم ١٥٤٦.
٣ طبقات القراء لابن الجزري ج١ ص٢٢٧ رقم ١٠٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>