للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني: أنه يجوز حذف المعطوف عليه؛ لظهوره، ويستغنى بالعاطف والمعطوف نحو: "بلى وزيدا" لمن قال: "ألم تضرب عمرا؟ ".

ومنه قول العرب: "وبك وأهلا وسهلا" لمن قال: مرحبا١.

تنبيهان:

الأول: حذف المتبوع كثُر مع الواو كما مثّل، وقلّ مع الفاء. ومنه:

{أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ} ٢ أي: فضرب فانفلق.

ونذر مع "أو" كقول أبي أمية الهذلي٣:


١ والتقدير: مرحبا بك وأهلا, فالجار والمجرور وهو "بك" متعلقان بكلمة "مرحبا" المحذوفة, "وأهلا" معطوف على مرحبا المحذوفة عطف مفرد على مفرد، فالمعطوف عليه محذوف وهو محل الشاهد, "وسهلا" معطوف على مرحبا المحذوفة، فالمعطوف عليه محذوف, ولكن سيبويه يجعل "مرحبا" و"أهلا" منصوبين على المصدر.
٢ من الآية ٦٣ من سورة الشعراء.
٣ شطر بيت من الطويل, وتمامه:
.................. ... يُوَشِّج أولاد العِشَار ويُفْضِل
اللغة: "يوشج" -بالجيم- قال العيني: وهو من التوشيج بمعنى الإحكام، ويروى "يوشح" -بالحاء- وهو من التوشيح ومعناه التزيين, "أولاد العشار" الحديثات العهد بالنتاج.
قال ثعلب: والعشار من الإبل: التي قد أتى عليها عشرة أشهر، وقيل: العشار: اسم يقع على النوق حتى ينتج بعضها وبعضها ينتظر نتاجها, "يفضل" من الإفضال وهو الإحسان والإجمال.
المعنى: أن أبا أمية يمن على مخاطبه بأنه هو أو قبيلته حاطه ورعاه وكان به رفيقا أحوج ما يكون إلى الرعاية والرفق، وقد شبهه بأولاد العشار لضعفها وعدم استطاعتها شيئا, وأنه كأولاد العشار كان كَلًّا على الشاعر أو على قبيلته ولم يكن له من يتولى رعايته وحمايته قبل رعايتهم له أحد من آباء أو من إخوة.
الإعراب: "فهل" الفاء بحسب ما قبلها وهل حرف استفهام, "لك" جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره: هل أخ لك كائن أو موجود؟ , "أو" حرف عطف, "من" زائدة, "والد" معطوف على أخ.
والتقدير: فهل لك أخ أو والد؟ وإعراب الباقي واضح.
الشاهد فيه: "أو من والد" حيث حذف المعطوف عليه, إذ التقدير: فهل لك من أخ أو من والد؟ و"من" في الموضعين زائدة.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٣٢/ ٢, وذكره السيوطي في الهمع ١٤٠/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>