للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الغرابة:

هي كون الكلمة غير ظاهرة المعنى، ولا مألوفة الاستعمال عند خُلّص العرب "لا عند المولدين؛ لأن كثيرا مما في المعاجم غريب عندهم".

ولذلك سببان١:

١- احتياجها إلى بحث وتفتيش في كتب اللغة، ثم يعثر على معناها بعد كمسحنفرة٢ وبعاق٣ وجردحل٤ وجحيش بمعنى فريد مستبد برأيه في قول تأبط شرا يصف ابن عم له بكثرة الترحال:

يظل بموماة ويمسي بغيرها ... جحيشا ويعروري ظهور المسالك٥

وهمرجلة وزيزم في قول ابن جحدر:

حلفت بما أرقلت حوله ... همرجلة خلقها شيظم

وما شبرقت من تنوفية ... بها من وحي الجن زيزم٦

وربما لا يعثر على معناها كجحلنجع، قال في اللسان: قال أبو تراب: كنت سمعت من أبي الهيسع حرفا وهو جحلنجع فذكرته لشمر بن حمدويه وتبرأت إليه من معرفته، وكان أبو الهميسع من أعراب مدين لا نفهم كلامه، وأنشدته ما كان أنشدني:


١ لأن الغرابة إما في الجوامد والمصادر والمشتقات باعتبار مبادئها أي: أصولها وهو القسم الأول، وإما في المشتقات باعتبار هيئاتها، وهو القسم الثاني.
٢ أي: متسعة.
٣ المطر.
٤ الوادي.
٥ الموماة المفازة ويقال: للمستبد برأيه جحيش وحده بالتصغير عند إرادة الذم واعرورى الفرس ركبه عريانا.
٦ الأرقال ضرب من السير, والهمرجلة الناقة السريعة والشيظم الشديد الطويل من الإبل، والخيل وشبرقت قطعت، والتنوفية المفازة والوحي الصوت الخفي وزيزم حكاية صوت الجن إذا قالت زي زي على زعمهم. يريد أنه حلف بما سارت حوله الناقة الشديدة السير العظيمة الخلق, وبما قطعت من مفازة لا يسمع فيها إلا صوت الجن.

<<  <   >  >>