للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البلاغة]

[بلاغة الكلام]

...

[البلاغة]

تقع البلاغة وصفا للكلام، والمتكلم، ولم يسمع وصف الكلمة بها.

[بلاغة الكلام]

بلاغة الكلام مطابقته لمقتضى الحال التي يورد فيها مع فصاحته١.

ولن يطابق الحال إلا إذا كان وفق عقول المخاطبين واعتبار طبقاتهم في البيان وقوة المنطق، فللسوقة كلام لا يصح غيره في موضعه والغرض الذي يبنى له، ولسراة القوم والأمراء فن آخر لا يسد مسداه سواه، ولقد أفصح عن ذلك الحطيئة حين خاطب عمر بن الخطاب فقال:

تحنن على هداك المليك ... فإن لكل مقام مقالا

قال صاحب الصناعتين: وربما غلب سوء الرأي وقلة العقل على بعض علماء العربية، فيخاطبون السوقي والمملوك والأعجمي بألفاظ أهل نجد، والسراة كأبي علقمة إذ قال لطبيب: "أجد رسيسا في أسناخي وأرى رجعا فيما بين الوابلة إلى الأطرة من دأيات العنق"٢ فقال له الطبيب: "متهكما": هل من وجع القرشي؟ قال له: وما يبعدنا منهم يا عدي نفسه، نحن من أرومة واحدة ونجل واحد. قال الطبيب: كذبت، وكلما خرج هذا الكلام من جوفك كان أهون لك. قال: بل لك الهوان والخسارة والسباب.


١ فإذا قلت: فلان مستعدد للأمر، لم يكن بليغا.
٢ الرسيس ابتداء الحمى إذا فتر الجسم، والأسناخ منابت الأسنان، والوابلة طرف الكتف والأطرة كل ما أحاط بشيء، ودأيات العنق فقارها.

<<  <   >  >>