للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثامن عشر: في المجاز المركب]

المجاز المركب هو اللفظ المركب المستعمل قصدا وبالذات في غير المعنى الذي وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي، فخرج بقولنا قصدا، وبالذات ما إذا تجوز بجزء من أجزاء المركب، فإنه قد استعمل مجموعة في غير ما وضع له، وليس ذلك مجازا مركبا.

وهذا المجاز قسمان:

أ- ما كانت علاقته غير المشابهة وهو المجاز المرسل المركب، وهو أنواع:

١- المركبات الخبرية المستعملة في المعاني الإنشائية، إما للتحسر وإظهار الحزن، نحو:

ذهب الشباب فما له من عودة ... وأتى المشيب فأين منه المهرب

وإما للدعاء، نحو: وفقك الله, نجح الله مقاصدنا.. إلى غير ذلك من المقاصد التي يستعمل فيها الخبر ويكون غير مراد به الفائدة ولا لازمها، والعلاقة في مثل هذا اللازمية، إذ يلزم من الأخبار بذهاب الشيء المحبوب كالشباب مثلا التحسر عليه، وهكذا يقال في نظائره والقرينة حالية.

٢- المركبات الإنشائية المستعملة في المعاني الخبرية، نحو قوله عليه السلام: "من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" , بمعنى يتبوأ، والعلاقة في نحو هذا السببية؛ لأن إنشاء المتكلم هذه الجملة سبب لإخباره بما تتضمنه، قال العيني في شرح البخاري: فليتبوأ أمر من النبوء وهو اتخاذ المباءة والمنزل، وظاهره أمر ومعناه خبر.

٣- الجمل الإنشائية، فعلية كانت أو اسمية المأتي بها، لما يتولد منها من إنكار ونحوه، والعلاقة في نحو هذا المجاورة، نحو: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} ١.


١ سورة الشعراء الآية: ١٨.

<<  <   >  >>