للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: في حسن الكناية وقبحها]

الكناية تكون حسنة إن جمعت بين الفائدة ولطف الإشارة, كما تقدم لك من الأمثلة، وقبيحة إذا خلت مما ذكر، كقول الشريف الرضي يرثي امرأة:

إن لم تكن نصلا فغمد نصال

فهذا من رديء الكنايات، إذ هذا لا يفيد ما قصده من المعنى، بل ربما جر إلى ما يقبح من تهمتها بالريبة.

ونحوه قول أبي الطيب:

إني على شغفي بما في خمرها ... لأعف عما في سراويلاتها

قال ابن الأثير: فهذه كناية عن النزاهة والعفة، إلا أن الفجور أحسن منها، وما ذاك إلا من سوء تأليفها وقبح تركيبها، وقد أجاد الشريف فيما زلت فيه قدم أبي الطيب فجاء به على وصف حسن وقالب عجيب حيث قال:

أحن إلى ما يضمن الخمر والحلى ... وأصدف عما في ضمان المآزر

وقريب من بيت المتنبي قول الآخر:

وما نلت منها محرما غير أنني ... إذا هي بالت بلت حيث تبول

<<  <   >  >>