للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث: في المساواة ١ إيجاز التقدير

هي التعبير عن المعنى المقصود بلفظ مساو له لفائدة٢، بحيث لا يزيد أحدهما على الآخر، حتى لو نقص اللفظ تطرق الخرم إلى المعنى بمقدار ذلك النقصان، وهي المذهب المتوسط بين الإيجاز والإطناب.

وإليها يشير القائل كأن ألفاظه قوالب معانيه، كقوله تعالى: {فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} ٣، {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} ٤، {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} .

وقوله عليه السلام: "الحلال بين والحرام بين وبين ذلك مشتبهات". "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ... "الضعيف أمير الركب".

وقول علي كرم الله وجهه: عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته، قد بصرتم إن أبصرتم وهديتم إن اهتديتم.


١ وهي لا تحمد ولا تذم، إذ لا يحتاج فيها إلى اعتبار نكتة، بل يكفي فيها عدم المقتضي العدول عنها، إلا إذا اقتضى المقام تأدية أصل المعنى وراعاه البليغ فإن ذلك يكون محمودا، ومن هذا جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف وغيرهما من كلام فصحاء العرب.
٢ وهو كون المأتي به هو الأصل، ولا داعي للعدول عنه.
٣ سورة الروم الآية: ٤٤.
٤ سورة الطور الآية: ٣١.

<<  <   >  >>