للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا علي بن حمزة بن عمارة ... أنت والله ثلجة في خيارة١

"تنبيه" لا يقبح القسمان الأخيران إلا إذا أوجبا ثقلا على اللسان, وإلا فلا يخلان بالفصاحة، فقد تكررت الأدوات وكانت حسنة مليحة في قول قطري بن الفجاءة:

ولقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني مرة وأمامي٢

كما تكررت الإضافة ولطفت في قوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} ٣. وقول ابن المعتر:

وطلت تدير الراح أيدي جآذر ... عتاق دنانير الوجوه ملاح٤

ومن ذلك تعلم أنه لا وجه لعد هذين القسمين بعيدين عن التنافر.

ضعف التأليف:

هو أن يكون تأليف الكلام مخالفا لما اشتهر من قوانين النحو المشهورة، كوصل الضميرين، وتقديم غير الأعراف "مع وجوب الفصل في نحو هذا"، كقول المتنبي:

خلت البلاد من الغزالة ليلها ... فأعاضهاك الله كي لا تحزنا٥

وكنصب المضارع بلا ناصب نحو:

انظرا قبل تلوماني إلى ... طلل بين النقا والمنحنى٦

وكحذف نون يكن في الجزم حين يليها ساكن نحو:


١ قوله ثلجة في خيارة في أي خيارة ثلجة، وفي هذا اشتباه من عبد القاهر؛ لأنه ليس فيه تتابع إضافات.
٢ الدريئة الحلقة التي يتعلم عليها الطعن والرمي "النشان".
٣ سورة مريم.
٤ الراح الخمر، والجاذر جمع جؤذر، ولد البقر الوحشية تشبه به الحسان لجمال عينيه، والعتاق النجائب ودنانير الوجوه أي: وجوههم متلألئة كالدنانير.
٥ الغزالة الشمس، يريد أن البلاد إذا خلت من الشمس ليلا جعلك الله عوضا عنها.
٦ الطلل ما بقي من آثار الديار، والنقاء والمنحنى موضعان.

<<  <   >  >>