للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المحسنات المعنوية:

المحسنات المعنوية كثيرة، لكنا رأينا ألا نذكر منها إلا ما اشتهر أمره، وأهم الناثر والشاعر علمه:

الطباق - المطابقة - التكافؤ - التضاد

هو لغة الجمع بين الشيئين، واصطلاحا الجمع بين معنيين متقابلين، سواء أكان ذلك التقابل تقابل التضاد أو الإيجاب والسلب أو العدم والملكة أو التضايف، أو ما شابه ذلك، وسواء كان ذلك المعنى حقيقيا أو مجازيا١.

وهي تنقسم أولا إلى:

أ- مطابقة بلفظين من نوع واحد، سواء أكانا اسمين، نحو: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} ٢ أم فعلين نحو: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} ٣، وقوله عليه السلام للأنصار: "إنكم لتكثرون عند الفزع وتلقون عند الطمع"، أم حرفين نحو: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} ٤، وقول القائل:

ربكنا في الهوى خطرا فإما ... لنا ما قد ركبنا أو علينا

ب- مطابقة بلفظين من نوعين نحو: {وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} ، وقوله:

قد كان يدعى لابس الصبر حازما ... فأصبح يدعى حازما حين يجزع

والتقابل إما ظاهر كما سبق وإما خفي نحو: أشداء على الكفار رحماء بينهم فإن الرحمة تستلزم اللين المقابل للشدة، وقول أبي تمام:

ما الوحش إلا أن هاتا أو إنس ... قنى الخط إلا أن تلك ذوابل

لما في هاتان من القرب وتلك من البعد.

ثانيا إلى:

أ- طباق الإيجاب كما سلف لك من الأمثلة.

ب- طباق السلب، وهو أن يجمع بين فعلي مصدر واحد مثبت ومنفي،


١ مثله {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} .
٢ سورة الكهف الآية: ١٨.
٣ سورة آل عمران الآية: ٢٦.
٤ لأن في اللام معنى المنفعة وفي على معنى المضرة؛ لأن اللام تشعر بالملكية المؤذنة بالانتفاع, وعلى تشعر بالعلو الدال على التحمل المؤذن بالتضرر "سورة البقرة".

<<  <   >  >>