للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} ١.

٦- وكالتعريض٢ في قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ٣.

٧- وكالإيناس؛ لأن المقام مقام هيبة ورهبة كقوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} ٤.

القول بالموجب:

هو نوعان:

١- أحدهما أن تقع صفة في كلام غيرك كناية عن شيء أثبت له حكم فتثبت أنت في كلامك تلك الصفة لغير ذلك الشيء من غير تعرض لثبوت ذلك الحكم لذلك الغير أو نفيه عنه، نحو: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ٥، فالأعز صفة وقعت في كلا المنافقين كناية عن فريقهم والأذل كناية عن المؤمنين، وقد أثبتوا لفريقهم حكما هو إخراج المؤمنين من المدينة عند رجوعهم إليها، فرد الله تعالى عليهم بإثبات صفة العزة لغيرهم من غير تعرض لثبوت حكم الإخراج أو انتفائه.

٢- الأسلوب الحكيم، وقد تقدم، وهو حمل لفظ وقع في كلام غيرك على خلاف مراده مما يحتمله ذلك اللفظ بذكر متعلقه كالبيت الثالث٦ من قوله:

وإخوان حسبتهمو دروعا ... فكانوها ولكن للأعادي

وخلتهمو سهاما صائبات ... فكانوها ولكن في فؤادي

وقالوا قد صفت منا قلوب ... لقد صدقوا ولكن من ودادي


١ كأنهم لم يعرفوا منه إلا أنه رجل ما "سورة سبأ".
٢ وفي مجيء هذا اللفظ على الإبهام فائدة أخرى، وهي أنه يبعث المشركين على التأمل في حال أنفسهم وحال النبي والمؤمنين، حتى إذا أنعموا النظر علموا أنهم على ضلالة، فبعثهم ذلك على الإسلام.
٣ سورة سبأ الآية: ٢٤.
٤ سورة طه الآية: ١٧.
٥ سورة المنافقون الآية: ٨.
٦ أما البيتان قبله فليسا منه لكنهما قريبان منه.

<<  <   >  >>