للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموازنة:

هي أن تكون الفاصلتان١ متساويتين في الوزن دون التقفية كقوله تعالى: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} ٢.

فإن كان ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثر ما فيها مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن خص باسم المماثلة.

فالأول كقول البحتري يمدح الفتح بن خاقان ويذكر مبارزته للأسد:

فأحجم لما لم يجد فيك مطعما ... وأقدم لما لم يجد عنك مهربا

والثاني كقوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ، وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} ٣.

وقول أبي تمام من قصيدة يمدح بها الوزير محمد بن عبد الملك الزيات:

مها الوحش إلا أن هاتا أوانس ... قنا الخط إلا أن تلك ذوابل٤

القلب:

هو أن يكون الكلام بحيث لو عكس وبدئ بحرفه الأخير إلى الأول لم يتغير الكلام عما كان عليه.

ويجري ذلك في النثر والنظم، كقول تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} ٥.

وقول عماد الدين الكاتب للقاضي الفاضل:

سر فلا كبا بك الفرس


١ أي: الكلمتان الأخيرتان من الفقرتين كما في الآية أو المصراعين، كقوله:
هو الشمس قدرا والملوك كواكب ... هو البحر جودا والكرام جداول
٢ إذ الأولى على الفاء، والثانية على الثاء، ولا عبرة بتاء التأنيث، كما بين في علم القافية، "سورة الغاشية".
٣ سورة الصافات الآية: ١١٨.
٤ مها الوحش أي: كمها الوحش في سعة الأعين وسوادها، وقنا الخط أي: كقنا الخط في الاستقامة.
٥ سورة المدثر الآية: ٣.

<<  <   >  >>