للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتمة:

قال الإمام عبد القاهر: لا يحسن هذا النوع "المحسن اللفظي" إلا إذا كانت الألفاظ تابعة للمعاني، فإن المعاني إذا أرسلت على سجيتها، وتركت وما تريد، طلبت لأنفسها الألفاظ ولم تكتس إلا ما يليق بها، فإن كان خلاف ذلك، كان كما قال أبو الطيب:

إذا لم تشاهد غير حسن شياتها ... وأعضائها فالحسن عنك مغيب

وقد يقع في كلام بعض المتأخرين ما حمل صاحبه فرط شغفه بأمور ترجع إلى ما له اسم في البديع، على أنه نسي أنه يتكلم ليفهم ويقول ليبين ويخيل إليه أنه إذا جمع عدة من أقسام البديع في بيت فلا ضير أن يقع ما عناه في عمياء, وأن يجعل السامع يتخبط خبط عشواء.

<<  <   >  >>