للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو كلمات التصقت أركانها الأساسية وما زال في الكلمة الجديدة حظ من معنى كل منها مثلما أن فيه حظا من حروفها وأصواتها.

ولقد اتفق أن استشهدنا بالسلدم والبلعوم، فكان الحرف المزيد تذييلًا في آخر الكلمتين، أو كانت أولاهما صفة والأخرى اسمًا، ولكن الحرف المزيد يقع أولًا ووسطًا، مثلما رأيناه يقع آخرًا، ثم يزاد بطريق النحت في الفعل، مثلما رأيناه مزيدًا في الصفة والاسم. وإذا ضممنا ما عرفناه من النحت بالنسب إلى اسمين كعبدري وعبقسي، إلى النحت في الاسم والصفة والفعل، كانت أنواع النحت الرئيسة لا تخرج عن هذه المصطلحات: نحت فعلي، ووصفي، واسمي، ونسبي١؛ وكأنما قسم ابن فارس النحت في رأيه هذه القسمة الرباعية حين استشهد في "المقاييس" و"الصاحبي" بمثال أو أكثر على كل واحد من هذه الأقسام الأربعة، وكأنه أيضًا لاحظ وظيفة الحرف المزيد المعبر تصديرًا وحشوًا وكسعًا، أو سبقًا وتوسطًا وإلحاقًا، حين قال في "المقاييس" خاصة: "ومن هذا الباب ما يجيء على الرباعي وهو من الثلاثي على ما ذكرناه، لكنهم يزيدون فيه حرفًا لمعنى يريدونه من مبالغة، كما يفعلون في زرقم٢ وخلبن٣. ولكن هذه الزيادة تقع أولًا وغير أول٤. ومن ذلك "البحظلة" ... ومن ذلك "البرشاع" ... " إلخ٥.


١ انظرها مع أمثلتها في الاشتقاق والتعريب "للمغربي" ص١٣-١٤، وقارن بأصول النحو "للأفغاني" ص ١٢٦.
٢ الزرقم: الشديد الزرق.
٣ الخلبن في وصف امرأة: الخرقاء.
٤ إنما استدرك على هذا النحو لأنه عاد مرة أخرى يستشهد بزيادة الميم في آخر "الخلبن"، على مثال استشهاده بالبلعوم والصلدم، والحرف المزيد فيها جميعًا قد وقع أخيرًا، مع أنه لاحظ إمكان وقوعه وسطًا وأول الكلمة، فكالن لزامًا عليه أن يصرح بهذا، وجاء تصريحه دقيقًا صحيحًا.
٥ المقاييس ١/ ٣٣٢.

<<  <   >  >>