للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والأشناق والقبة والأعنة والسفارة والأيسار والحكومة والأموال المحجرة، إلى هؤلاء العشرة من هذه البطون العشرة على حال ما كانت في أوليتهم، يتوارثون ذلك كابرا عن كابر.

وجاء الإسلام فوصل لهم ذلك. فكانت سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام وحلوان النفر في بني هاشم, والعمارة هي ألا يتكلم أحد في المسجد الحرام بهُجر ولا رفث ولا يرفع صوته، فكان العباس ينهاهم عن ذلك. وأما حلوان النفر فإن العرب لم تكن تملك عليها في الجاهلية أحدا, فإن كان حرب أقرعوا بين أهل الرياسة فمن خرجت عليه القرعة أحضروه صغيرا كان أو كبيرا، فلما كان يوم الفجار أقرعوا بين بني هاشم فخرج سهم العباس وهو صغير, فأجلسوه على المجن".

"٢"

هذا أمر سراة قريش ورؤسائهم, فأما عامتهم فقد أخذوا يشغلون مركزا ممتازا بين قبائل العرب ساعدهم على بلوغه مقامهم في مكة حيث البيت والحرم، إذ كانوا يقومون بسدانة البيت وما يحتاج إليه من خدمة وعناية. فكانت العرب تعرف لقريش شرفها ومكانتها وغناها كما تعرف لها زعامتها الدينية وسيطرتها على مكة وإدارتها.

<<  <   >  >>