للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"ولم تزل العرب تعرف لقريش فضلها عليهم وتسميها: أهل الله"١. وأبلغ تعبير عما بلغته قريش في نفوس العرب من منزلة في الجملة, قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما بعد: "الناس تبع لقريش في الخير والشر" ٢.

والقرشيون من بين عامة سكان الحجاز أغنياء مهرة في أمور التجارة لا يكاد يعرف لكثير منهم عمل غير الاتجار "ومن لم يكن من قريش تاجرا, فليس بشيء"، فكانوا ينظمون عيرهم في الشتاء إلى اليمن حيث يتبايعون سلع الهند والحبشة المستفيضة هناك فيحملونها إلى الحجاز، وعيرا في الصيف إذ يرحلون بما حملوا من الحبشة والهند وما عندهم أيضا من محصول بلادهم كالتمر والأدم إلى الشام, فيفرغون في أسواقها: غزة وبصرى وغيرهما، ما في أحمالهم ويأخذون بدلا منها ما في الشام مما لا يكون بالهند ولا بالحبشة.

وكانوا يسيرون قوافل عظيمة معها حامياتها وأدواتها ومعهم الأدلاء يسيرون بين أيديهم. أما الحاميات فأكثر ما تكون من بني غفار ومن إليهم، ممن يتقاضون على مرافقة العير وحمايتها جُعْلا من قريش، هذا عدا عبدان قريش ومواليها وأحلافها.

اختلاط القرشيين بالروم والفرس والحبشان بسبب التجارة


١ الصاحبي ص٢٣.
٢ تيسير الوصول ٣/ ٣٠٤.

<<  <   >  >>