٣- قال الثعالبي يعدّد مناقب قريش أهل الله: "ومنها ثبات جودهم, وجزالة عطاياهم، واحتمالهم المؤن الغلاظ في أموالهم المكتسبة من التجارة، ومعلوم أن البخل والنظر في الطفيف مقرون بالتجارة التي هي صناعاتهم، والتجار هم أصحاب التربيح والتكسب والتدنيق، وكان في اتصال جودهم العالي على الأجواد، من قوم لا كسب لهم إلا من التجارة عجب من العجب، وأعجب من ذلك أنهم من بين جميع العرب دانوا بالتحمس والتشدد في الدين، فتركوا الغزو كراهة للسبي واستحلال الأموال، فلما زهدوا في المغصوب لم يبق مكسبة سوى التجارة، فضربوا في البلاد إلى قيصر بالروم, والنجاشي بالحبشة، والمقوقس بمصر، وصاروا بأجمعهم تجارا خلطاء، فكانوا مع طول ترك الغزو إذا غزوا كالأسود على براثنها، مع الرأي الأصيل، والبصيرة النافذة ... " ثمار القلوب للثعالبي ص٩. ١ تهذيب تاريخ ابن عساكر ٤/ ٤٢١.