للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والإسلام حكيم بن حزام, وكان واسع الغنى فاحش الثراء، تصدق


= فالعرب كالبدن وقريش روحها، وقريش روح وبنو هاشم سرها ولبها، وموضع غاية الدين والدنيا منها، وهاشم ملح الأرض وزينة الدنيا، وحي العالم، والسنام الأضخم والكاهل الأعظم، ولباب كل جوهر كريم، وسر كل عنصر شريف، والطينة البيضاء، والمغرس المبارك، والنصاب الوثيق، ومعدن الفهم، وينبوع العلم، وثهلان ذو الهضاب في الحلم، والسيف الحسام في العزم, مع الأناة والحلم, والصفح بعد المقدرة. وهم الأنف المقدم والسنام الأكرم، وكالماء الذي لا ينجسه شيء، وكالشمس التي لا تخفى بكل مكان، وكالذهب لا يعرف بالنقصان، وكالنجم للحيران، والبارد للظمآن، ومنهم: الثقلان, والأطيبان, والسبطان، وأسد الله، وذو الجناحين، وذو قرنيها، وسيد الوادي، وساقي الحجيج، وحليم البطحاء, والبحر والحبر، والأنصار أنصارهم، والمهاجر من هاجر إليهم أو معهم، والصديق من صدقهم, والفاروق من فرّق بين الحق والباطل "منهم"، والحواريّ حواريّهم، وذو الشهادتين لأنه شهد لهم، ولا خير إلا لهم أو فيهم أو معهم أو يضاف إليهم. وكيف لا يكونون كذلك ومنهم رسول رب العالمين، وإمام الأولين والآخرين, ونجيب المرسلين، وخاتم النبيين، الذي لم يتم لنبي نبوة إلا بعد التصديق به، والبشارة بمجيئه، الذي عم برسالته ما بين الخافقين، وأظهره الله على الدين كله ولو كره المشركون؟ ". زهر الآداب ١/ ٩٤.
وقال أيضا: "وقد علم المسلمون أن خيرة الله تعالى من خلقه، وصفيه من عباده، والمؤتمن على وحيه من أهل بيت التجارة، وهي معولهم وعليها معتمدهم، وهي صناعة سلفهم وسيرة خلفهم، ولقد بلغتك بسالتهم, ووصفت لك جلادتهم، ونعتت لك أحلامهم، وتقدّر لك سخاؤهم وضيافتهم، وبذلهم =

<<  <   >  >>