للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويعلق عدد من المفسرين مطلع السورة "لإيلاف" بسورة الفيل التي قبلها ويكون تسلسل الكلام عندهم: "فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف" والمعنى: أنه أهلك أصحاب الفيل "الذين قصدوهم ليتسامع الناس بذلك فيتهيبوهم زيادة تهيب ويحترموهم فضل احترام حتى ينتظم لهم الأمن في رحلتيهم, فلا يجترئ عليهم أحد ولا يتعرض لهم، والناس غيرهم يتخطفون ويغار عليهم"١.

هذا, وقد عم مطرود الخزاعي بني عبد مناف بذكر الإيلاف؛ لأن جميعهم قد فعل ذلك فقال:

يا أيها الرجل المحول رحله ... هلا حللت بآل عبد مناف

المنعمين إذا النجوم تغيرت ... والظاعنين لرحلة الإيلاف٢

سفرين سنهما له ولقومه ... سفر الشتاء وسفرة الأصياف


١ الزمخشري في الكشاف، ويؤكد تعليق "لإيلاف" بـ "فجعلهم" بأن السورتين في مصحف أبي سورة واحدة بلا فصل، وأن عمر قرأها في الركعة الثانية من صلاة المغرب.
٢ لهذا البيت روايات، والتي هنا من سيرة ابن هشام. وانظر "المحبر" لمحمد بن حبيب ص١٦٤ ففيه:
هبلتك أمك لو حللت إليهم ... ضمنوك من جوع ومن تطواف
الآخذون العهد من آفاقها ... والراحلون برحلة الإيلاف
ويقابلون الريح كل عشية ... حتى تغيب الشمس في الرجاف

<<  <   >  >>