ومر بك تعداد الكميت مآثر أجداد هشام بن عبد الملك, فذكر منها الإيلاف ص٩٧.
وفي اختصاص قريش بالإيلاف دون غيرهم من العرب, قال الشاعر وهو يردّ على بني أسد ما يدّعونه من قرابة قريش:
زعمتم أن إخوتكم قريش ... لهم إلف وليس لكم إلاف
أولئك أومنوا خوفا وجوعا ... وقد جاعت بنو أسد وخافوا ا. هـ
وهناك قول بتفسير الإيلاف غير صحيح جاء في شرح ابن أبي الحديد, وهو قوله:"إن هاشما جعل على رؤساء القبائل ضرائب يؤدونها إليه ليحمي بها مكة" والأمر على العكس, فالمستفيد من الإيلاف مادة هم رؤساء القبائل، ومكة لم يؤثر أن اعتدى على حرمتها أحد من العرب فبلغ منها.
وقد آن أن نذكر الإيلافات أو المعاهدات التجارية التي عقدها هاشم وإخوته: المطلب وعبد شمس ونوفل مع العرب والروم والحبشة وفارس، فأخرجوا بذلك تجارة قريش من طابعها المحلي وأفقها المحصور إلى الآفاق الأجنبية، فصارت لقريش العلائق الخارجية مع الدول المعروفة حينئذ, وأثرت هذه العلاقات في حالاتها الاجتماعية تأثيرا بعيدا نحن متعرضون له بعد قليل.