للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وزاد الجاحظ: "وفي التآسي في المعاش, والتساهم بالمال"١ وكان من أسرعهم تلبية له الزبير بن العوام٢.

شهد هذا الحلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو فتى, فلما أكرمه الله بالرسالة حمد أثره, وكان به جذلان مغتبطا حتى رووا عنه قوله:

"لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت"، "لا يزيده الإسلام إلا شدة".

وكان هذا الحلف منصرف قريش من حروب الفجار لعشرين سنة من عام الفيل, فتكون سن رسول الله حينئذ عشرين سنة٣.

وذكروا في سبب تسميته حلف الفضول، أنه أشبه حلفا وقع لثلاثة من جرهم, كل واحد منهم يقال له: الفضل. وأقرب من هذا


١ المصدر السابق, وانظر تفصيلا عنه في الأغاني ١٦/ ٦٣-٦٨.
٢ ذكر الجاحظ أنه لما سمع أبيات الزبيدي حمي وحلف: ليعقدن حلفا بينه وبين بطون من قريش يمنعون القوي من ظلم الضعيف، والقاطن من عنف الغريب, ثم قال:
حلفت: لنعقدن حلفا عليهم ... وإن كنا جميعا أهل دار
نسميه الفضول إذا عقدنا ... يُعَزّ به الغريب لدى الجوار
ويعلم من حوالي البيت أنا ... أباة الضيم تهجر كل عار
الصفحة السابقة, وانظر: مروج الذهب ٢/ ١٦٨ هذا, وفي الشعر صناعة.
٣ انظر طبقات ابن سعد ١/ ٨٢.

<<  <   >  >>