تهيئوا لنصرته وللاستجابة لمن دعا به وهو أثر غير قليل. وأي معاهدة تمضي فتبقى لها مثل هذه القوة بعد أكثر من سبعين سنة من عقدها!
بل لقد تحمس لها الصحابة أشد التحمس وكان اندفاعهم لصيانتها أقوى مما تقدم. لقد تحفزوا للقيام بوجه خليفة ذي سلطان قاهر وكادت تكون فتنة لولا أن أذعن معاوية كما أذعن واليه ابن عتبة. ومن الخير أن أنقل لك صورة هذا الاندفاع؛ لتتعرف مدى بلوغها من قلوب القوم: جاء في شرح نهج البلاغة "٣/ ٤٦٤" ما يأتي:
"كان بين الحسين ومعاوية كلام في أرض للحسين، فقال له الحسين: اختر مني واحدة من ثلاث خصال: إما أن تشتري مني حقي، وإما أن ترده عليّ، أو تجعل بيني وبينك ابن عمر وابن الزبير حكما، وإلا فالرابعة وهي الصَّيْلَم١. قال معاوية: وما هي؟ قال: "أهتف بحلف الفضول ... " ثم قام فخرج وهو مغضب، فمر بعبد الله بن الزبير فأخبره, فقال عبد الله: والله لئن هتفت به وأنا مضطجع لأقعدن، أو قاعد لأقومن، أو قائم لأمشين، أو ماشٍ لأسعين، ثم لتنفذنّ روحي مع روحك أو لينصفنّك ... ".
فبلغت معاوية فقال:"لا حاجة لنا بالصيلم". ثم أرسل إليه: