للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهي قاصرة على ضرب واحد فقط؛ فلهذا لم يعبأ بها المؤلفون.

ثم نجدهم أغفلوا مواضع مهمة تقوم فيها أسواق ربما لا تقل شأنا عن التي أفردوها بالذكر، كالطائف وكأسواق العراق وكالسوق التي يقيمها النبط في المدينة أحيانا. فإنا نعلم أن الطائف مدينة قديمة جاهلية وهي "بلد الدباغ يدبغ بها الأهب الطائفية المعروكة" ولأهلها زراعة وتجارة وغنى، وربما قاربوا قريشا في شأنها التجاري. أما العراق فالظاهر أن للعرب فيها أسواقا١ يرحلون إليها كما يرحلون إلى التي في الشام, وخصوصا الحيرة, فإن شهرتها في تاريخ العرب وأدبهم تنم عن مكانتها التجارية. ولقريش رحلات إلى سوق الحيرة وفيها تعلموا الكتابة ومنها انتشرت في العرب. وصاحبها النعمان يجهز سنويا لطائمه إلى عكاظ وإلى اليمن. حتى إنا لنجد في بعض النصوص ما يدل على أن ضرائب منظمة تستوفى في أسواق العراق مما يباع, قال الشاعر:


١ نرى في المصادر القديمة ذكرا لسوق بغداد أيام الفتح الإسلامي، ولعل المدينة أنشئت حيث تقام هذه السوق أو بالقرب منها ثم حملت اسم السوق القديمة "بغداد". فقد ذكر الطبري في حوادث سنة "٧٦" أن شبيبا الخارجي أقبل "حتى قطع دجلة عند الكرخ, وبعث إلى سوق بغداد فآمنهم، وذلك اليوم يوم سوقهم، وكان بلغه أنهم يخافونه فأحب أن يؤمنهم، وكان أصحابه يريدون أن يشتروا من السوق دواب وثيابا وأشياء ليس لهم منها بد" ثم أخذ بهم نحو الكوفة ... إلخ. تاريخ الطبري ٧/ ٢٣٠، ٢٣١ الطبعة الأولى بالمطبعة الحسينية.

<<  <   >  >>