للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واليمن وحتى مصر, فقد رووا أن نفرا من بني مالك أجمعوا على الوفود إلى المقوقس وأهدوا له هدايا١, وذكروا أن ابن جدعان أتى مصر ببضاعة فباعها ورجع إلى عكاظ.

ولم يحاول انتزاع تجارتهم هذه منهم أحد، إلا ما ذكروا من أمر الحبشة التي أرادت الاستيلاء على مكة نفسها، المركز التجاري العظيم في جزيرة العرب. وقدّر بعضهم ما يشتريه العالم الروماني من طيوب بلاد العرب والفرس والصين بقيمة مائة مليون من الدراهم ... وكانت صيدون "صيدا" من أشهر الأسواق العطرية٢.

ووصل المكيون قبيل الإسلام -عندما كان العداء بين الفرس والروم بالغا منتهاه- إلى درجة عظيمة في التجارة، وكان على تجارة مكة اعتماد الروم في كثير من شئونهم، حتى فيما يترفهون به -كالحرير- وحتى استظهر بعض مؤرخي الإفرنج أنه كان في مكة نفسها بيوت تجارية رومانية يستخدمها الرومانيون للشئون التجارية والتجسس على أحوال العرب، كذلك كان فيها أحابيش ينظرون في مصالح قومهم التجارية٣.


١ طبقات ابن سعد.
٢ مجلة المشرق "السنة ٣٥ ص٣٢٤".
٣ فجر الإسلام ص١٥.

<<  <   >  >>