للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واشتهر كل قطر بما يصنع أو يصدر من متاع، فالسيوف والبرود لليمن. قال الأصمعي: "أربعة قد ملأت الدنيا, ولا تكون إلا في اليمن: الورس والكندر والخطر١ والعقيق" وقالوا: "برود اليمن ورِيَط الشام وأردية مصر"٢.

ولعل ما ذكر الثعالبي من غنى الحجاز في الإسلام، صحيح إلى حد بعيد فيما كان عليه من قبل، قال٣: "وكان يحمل من مكة والمدينة والحجاز كل عام إلى السلطان من العنبر٤ ثمانون رطلا ومن المتاع أربعة آلاف ثوب ومن الزبيب ثلاثمائة راحلة" وكان من أعجب ما يأتي النجاشي من مكة الأدم٥.


١ الكندر: ضرب من العلك, نافع لقطع البلغم جدا "القاموس". أما الخطر فنبات يختضب به.
٢ ثمار القلوب، ص٤٢٤. هذا, وقد يجد الباحث في مطاوي الأخبار كثيرا من الإشارات العارضة لصنوف البضائع والحاصلات التي عرف بها كل قطر, من مثل قول ابن عساكر في ترجمة طلحة: "روى ابن سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما ارتحل إلى المدينة لقيه طلحة جائيا من الشام في عير، فكسا رسول الله وأبا بكر من ثياب الشام، وخبره أن من بالمدينة من المسلمين استبطئوه ... إلخ". تهذيب ابن عساكر ٧/ ٧٣.
٣ المصدر نفسه، ص٤٢٦.
٤ مدح الأعشى سلامة ذا فائش فأعطاه كرشا مدبوغة مملوءة عنبرا، فباعها الأعشى بثلاثمائة ناقة حمراء. الأغاني ٩/ ١٢٥ طبعة دار الكتب.
٥ سيرة ابن هشام ج١ ص٣٠٣.

<<  <   >  >>