للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويذكر آخرون أن مكة أصبحت أكبر سوق للرقيق١.

هذا, وهناك أيضا بلدان اختصت بضرب من العروض, أو الصناعة فتقصد لما عرفت به كالطائف, فإنه يحمل إليها الأدم فيدبغ فيها, قال الهمداني: "الطائف مدينة قديمة جاهلية وهي بلد الدباغ، يدبغ بها الأهب الطائفية المعروكة٣" ثم يصدر عنها إلى الحبشة وغيرها، وكهجر والبحرين حيث التمر الجيد المنقطع النظير، وكالشام ومشارفها حيث يحمل الزيت والزبيب والخمر وغيرها.

ومما ضمن استمرار الحركة التجارية الداخلية والخارجية في جزيرة العرب، اختلاف أقطارها هذا الاختلاف في المحصول الصادر والوارد, وما أحسن قول الهمداني في ذلك:

"ولولا أن الله -عز وجل- خص بلطفه كل بلد من البلدان, وأعطى كل إقليم من الأقاليم بشيء منعه غيرهم، لبطلت التجارات وذهبت الصناعات، ولما تغرب أحد ولا سافر رجل, ولتركوا التهادي وذهب الشراء والبيع والأخذ والعطاء. إلا أن الله أعطى كل صقع في كل حين نوعا من الخيرات ومنع الآخرين ليسافر هذا إلى بلد هذا,


١ مجلة المشرق, السنة ٣٥ ص٨٣ فما بعد.
٢ الإكليل ج٨ ص١٢٠.

<<  <   >  >>