للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فممن ذكره الأعشى القائل:

فإن تمنعوا منا المشقر والصفا ... فإنا وجدنا الخط جما نخيلها

وذكره أبو ذؤيب الهذلي في مرثيته لبنيه, فقال:

حتى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشقر كل يوم تقرع

تقوم في المشقر سوق للعرب تبتدئ من أول جمادى الآخرة وتستمر إلى سلخه فتنفض ويغادرها الناس إلى جمادى من قابل، وينزلها أخلاط من جميع أحياء العرب "وكانت أرضها معجبة, لا يراها أحد فيصبر عنها". فلها صفات هجر وخصبها إذ هي جزء منها، وقد علل المرزوقي اختلاف قبائل الناس في هذه النواحي بقوله:

"وكانت لا تقدمها لطيمة إلا تخلّف منهم بها ناس، فمن هناك صار بهجر من كل حي من العرب ومن غيرهم"١.

وكان بيعهم في هذه السوق بالملامسة والإيماء والهمهمة خوف الحلف والكذب!! وقد مر بك تفسير هذه البيوع في محله.

كثر ذكر المشقر في كتب الأدب، فكان امرؤ القيس الشاعر ينزله، وفيه كانت وقعة من الوقائع المشهورة في أيام العرب؛ إذ حاصر


١ الأزمنة والأمكنة ٢/ ١٦٣.

<<  <   >  >>