حدثنا أبو حاتم قال: سمعت الأصمعي يقول: جاء عيسى بن عمر الثقفي ونحن عند أبي عمرو بن العلاء فقال: "يا أبا عمرو، ما شيء بلغني عنك تجيزه؟ " قال: "وما هو؟ " قال: "بلغني عنك أنك تجيز: ليس الطيبُ إلا المسكُ بالرفع" فقال أبو عمرو: "نمت يا أبا عمر وأدلج الناس، ليس في الأرض حجازي إلا وهو ينصب، وليس في الأرض تميمي إلا وهو يرفع" ثم قال أبو عمرو: "قم يا يحيى -يعني اليزيدي- وأنت يا خلف -يعني الأحمر- فاذهبا إلى أبي المهدي فإنه لا يرفع، واذهبا إلى المنتجع ولقناه النصب, فإنه لا ينصب". قال: فذهبا فأتيا أبا المهدي فإذا هو يصلي، وكان به عارض وإذا هو يقول: "لقد أخسأناه عني" ثم قضى صلاته والتفت إلينا وقال: "ما خطبكما؟ " قلنا: "جئناك نسألك عن شيء" قال: "هاتيا" فقلنا: "كيف تقول: ليس الطيبُ إلا المسكُ؟ " فقال: "أتأمرانني بالكذب على كبرة سني؟ فأين الجادي وأين كذا؟ وأين بنة الإبل الصادرة؟ " فقال له خلف: "ليس الشرابُ إلا العسلُ" فقال: "فما يصنع سودان هجر؟ ما لهم شراب غير هذا التمر". قال اليزيدي: فلما رأيت ذلك منه قلت له: "ليس ملاك الأمر إلا طاعةُ الله =