قال:"إن النخل حملها غذاء، وسعفها ضياء، وجذعها بناء، وكربها صلاء، وليفها رشاء، وخوصها وعاء, وقَرْوها إناء"١. وذكر صاحب مراصد الاطلاع أن أهلها خوارج إباضية.
تقصد العرب هذه السوق إذا انتهت من سوق هجر، فترحل إلى عمان وتقيم سوقها حتى آخر جمادى الأولى. وهي لتوسطها بين فارس والهند والحبشة، تجتمع فيها بضائع هذه الممالك الثلاث وكانت جمالها تحمل "الوَرْس" من اليمن إلى عمان حيث تعالج الأشياء التي يراد صبغها بالصفرة.
وذكر الألوسي أن بأرضها معادن جيدة وذخائر متنوعة. وقد كان يستخرج بها عنبر مشهور، احتفظت عمان بشهرتها به حتى أيام الرشيد, فقد ذكر في الأغاني أنه "جاء العباس بن محمد إلى الرشيد يوما ببرنيّة غالية, فوضعها بين يديه ثم قال: "هذه يا أمير المؤمنين غالية صنعتها لك بيدي، اختير عنبرها من بحر عمان، ومسكها من
١ ناجخة التيار: صوت الموت, والسيف الأفيح: الشاطئ الواسع، والصحصح: الصحراء، والصروح: الصلب، والأصبح: الذي يعلو بياضه حمرة, والرشاء: الحبل, والقرو: وعاء من جذع النخل ينبذ فيه.