للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما

ولدنا بني العنقاء وابني محرق ... فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما

فقال النابغة: "إنك لشاعر لولا أن قللت عدد جفانك, وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك! "١.

١٥- ترويج بنات:

كان الأعشى يوافي سوق عكاظ في كل سنة, وكان المحلّق الكلابي مئناثا مملقا، فقالت له امرأته: "يا أبا كلاب, ما يمنعك من التعرض لهذا الشاعر؟ فما رأيت أحدا اقتطعه إلى نفسه إلا وأكسبه خيرا"

قال: "ويحك, ما عندي إلا ناقتي وعليها الحمل".

قالت: "الله يخلفها عليك" قال: "فهل له بد من الشراب والمسوح؟ ".


١ وفي رواية ثانية: "إنك قلت: "الجفنات" ولو قلت: الجفان لكان أكثر، وقلت: "يلمعن في الضحى" ولو قلت: يبرقن بالدجى لكان أبلغ في المديح؛ لأن الضيف بالليل أكثر طروقا، وقلت: "يقطرن من نجدة دما" فدللت على قلة القتلى ولو قلت: يجرين لكان أكثر لانصباب الدم، وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك" فقام حسان منكسرا. وأي الروايتين كانت, فإن حكم عكاظ خليق بنفوذ البصر وصحة النظر وقوة البديهة، فما عن قليل رضيته العرب يحكم في شعراء عكاظ.

<<  <   >  >>