للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت: إن عندي ذخيرة لي ولعلي أن أجمعها".

مر الشاعر فتلقاه المحلق قبل أن يسبق إليه أحد، وابنه يقوده، فأخذ الخطام فقال الأعشى: "من هذا الذي غلبنا على خطامنا؟ " قال: "المحلق" قال: "شريف كريم".

ثم سلمه إليه فأناخه فنحر له ناقته, وكشط له عن سنامها وكبدها ثم سقاه، وأحاطت بنات به يغمزنه ويمسحنه، فقال: "ما هذه الجواري حولي؟ " قال المحلق: "بنات أخيك, وهن ثمانٍ شريدتهن١ قليلة".

ثم خرج الأعشى من عنده ولم يقل فيه شيئا.

فلما وافى المحلق عكاظ، إذا هو بسرحة قد اجتمع الناس عليها, وإذا الأعشى ينشدهم قصيدته التي مطلعها:

أرقت وما هذا السهاد المؤرّق ... وما بي من سقم وما بي تعشق

ولكن أراني لا أزال بحادث ... أغادي بما لم يمس عندي ويطرق

ومنها:

لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار باليفاع تحرق

تشب لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار الندي و"المحلق"


١ أي: بقية أموالهن.

<<  <   >  >>