"أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بسوق عكاظ فقال: "ممن القوم"؟ قلنا: "من بني عامر بن صعصعة" قال: "من أي بني عامر"؟ قلنا: "بنو كعب بن ربيعة" قال: "كيف المنعة فيكم"؟ قلنا: "لا يرام ما قبلنا ولا يصطلى بنارنا" فقال:
"إني رسول الله, فإن أتيتكم تمنعوني حتى أبلغ رسالة ربي ولم أُكره أحدا منكم على شيء"؟ قالوا: "ومن أي قريش أنت؟ " قال: "من بني عبد المطلب" قالوا: "فأين أنت من بني عبد مناف؟ " قال: "هم أول من كذبني وطردني" قالوا: "ولكننا لا نطردك ولا نؤمن بك, ونمنعك حتى تبلغ رسالة ربك".
فنزل إليهم والقوم يتسوقون, إذ أتاهم بجرة بن قيس القشيري فقال: "من هذا الذي أراه عندكم أنكره؟ " قالوا: "هذا محمد بن عبد الله القرشي" قال: "وما لكم وله؟ " قالوا: "زعم لنا أنه رسول الله، يطلب إلينا أن نمنعه حتى يبلغ رسالة ربه" قال: "فماذا رددتم عليه؟ " قالوا: "قلنا: في الرحب والسعة، نخرجك إلى بلادنا ونمنعك مما نمنع به أنفسنا" قال بجرة: "ما أعلم أحدا من أهل هذه السوق يرجع