للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بشيء أشر من شيء ترجعون به، بدأتم لتنابذكم الناس وترميكم العرب عن قوس واحدة، قومه أعلم به، لو آنسوا منه خيرا لكانوا أسعد الناس به، تعمدون إلى رهيق قوم قد طرده قومه وكذبوه فتؤوونه وتنصرونه؟ فبئس الرأي رأيتم". ثم أقبل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "قم، ألحق بقومك, فوالله لولا أنك عند قومي لضربت عنقك".

فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ناقته فركبها، فغمز الخبيث بجرة شاكلتها فقمصت برسول الله فألقته. وعند بني عامر يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط، كانت من النسوة اللاتي أسلمن مع رسول الله بمكة، جاءت زائرة إلى بني عمها فقالت: "يال عامر ولا عامر لي! أيصنع هذا برسول الله بين أظهركم لا يمنعه أحد منكم؟! ".

فقام ثلاثة نفر من بني عمها إلى بجرة، وثلاثة أعانوه، فأخذ كل رجل منهم رجلا فجلد به الأرض ثم جلس على صدره ثم علقوا وجوههم لطما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك على هؤلاء, والعن هؤلاء".

فلما صدر الناس رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم قد كان أدركته السن, حتى لا يقدر أن يوافي معهم الموسم، فكانوا إذا رجعوا إليه

<<  <   >  >>