للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإني بحمد الله في خير أسرة ... كرام معد كابرا بعد كابر

فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه، فقال: ابني ورب الكعبة، ووصفوا له موضعه وعند من هو، فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفدائه وقدما مكة, فسألا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه فقالا: يابن عبد الله يابن عبد المطلب يابن هاشم يابن سيد قومه! أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته تفكون العاني وتطعمون الأسير، جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه, فإنا سنرفع لك في الفداء" قال: "من هو قالوا: "زيد بن حارثة" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهلا غير ذلك قالوا: وما هو؟ قال: "أدعوه فأخيره, فإن اختاركم فهو لكما بغير فداء, وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا" فقالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت ...

فاختار زيد محمدا وقال: "إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا". فلما رأى ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخرجه إلى الحجر فقال: "يا من حضر, اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثني" فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا١.


١ المنتخب من "ذيل المذيل من تاريخ الصحابة والتابعين" للطبري ص٣-٥.

<<  <   >  >>