للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهبته له، فقبضه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه, وقد كان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده قال:

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل

فوالله ما أدري وإن كنت سائلا ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة ... فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

تذكرنيه الشمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل

وإن هبت الأرواح هيجن ذكره ... فيا طول ما حزني عليه وما وجل

سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل

حياتي أو تأتي علي منيتي ... وكل امرئ فانٍ وإن غره الأمل

وأوصي به عمرا وقيسا كليهما ... وأوصي يزيدا ثم من بعدهم جبل

قال: "يريد جبلة بن حارثة أخا زيد، وكان أكبر من زيد، ويعني بيزيد أخا زيد لأمه, وهو يزيد بن كعب بن شراحيل".

وحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه, فقال: أبلغوا أهلي هذه الأبيات, فإني أعلم أنهم قد جزعوا علي, وقال:

ألكني إلى قومي وإن كنت نائيا ... بأني قطين البيت عند المشاعر

فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ... ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر

<<  <   >  >>