وأشرافهم، وهي تلي عكاظ في الشأن، ويجري فيها ما يجري في هذه من تبايع وتناشد وتفاخر وفداء أسرى وطلب ثأر ... إلخ، يقصدها صاحب الثأر ليتعرّف فيها واتره، فيتربص به انقضاء الشهر الحرام إن كان من المحرمين, وإلا عاجله فأخذ بثأره, وإليك بعض أحداثها:
"١"
روى الأصفهاني:"أن قيس بن الخطيم لم يزل يلتمس غرة من قاتل أبيه وجده في المواسم, حتى ظفر بقاتل أبيه بيثرب فقتله، وظفر بقاتل جده بذي المجاز، فلما أصابه وجده في ركب عظيم من قومه، ولم يكن معه إلا رهط من الأوس، فخرج حتى أتى حذيفة بن بدر الفزاري فاستنجده فلم ينجده، فأتى خداش بن زهير فنهض معه ببني عامر حتى أتوا قاتل عدي "جد القيس" فإذا هو واقف على راحلته في السوق، فطعنه قيس بحربة فقتله ثم استمر. فأراده رهط الرجل فحالت بنو عامر دونه ... إلخ".