حالف أبو الأزيهر الدوسي -وكان عظيم الشأن في الأزد- أبا سفيان بن حرب عظيم بني أمية، وكان بين أبي الأزيهر هذا وبني الوليد بن المغيرة محاكمة في مصاهرة، فإن أبا الأزيهر لقاعد في مقعد أبي سفيان بسوق ذي المجاز, إذ جاء هشام بن الوليد فضرب عنقه في مقعده ذاك بذي المجاز, وانتظر الناس أن يأخذ أبو سفيان بثأر حليفه من هشام فلم يفعل ولم يدرك به عقلا ولا قودا من بني المغيرة، وتحدث بذلك أهل السوق من قبائل العرب وراجت في الناس حتى عيروا بها أبا سفيان, وحتى قال حسان بن ثابت فيها:
غدا أهل حضني ذي المجاز بسحرة ... وجار ابن حرب لا يروح ولا يغدو
كثيرا ما يغير قوم على قوم فيسبون من ذراريهم فيستعبدونهم؛ فينشأ هؤلاء الذراري أرقاء في غير قومهم، فيباعون في الأسواق أيام المواسم، فكانت الجواري والأطفال من جملة العروض التي