للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجود العلائق بين الفريقين وتفاهمهم معا باللغة العربية, بحيث يجوز لنا أن نعد كورة بصرى قطرا عربيا في الجاهلية. وقد راسل رسول الله ملك بصرى عاصمة حوران, فأرسل إليه كتابا مع الحارث بن عمير كما بعث إلى غيره من الملوك. ولما كانت خلافة أبي بكر لم يفت المسلمين شأن بصرى وعظمتها، فكانت أول ما فتحت صلحا بعد حصار قليل؛ لما سار خالد بن الوليد من العراق لمدد أهل الشام وقدم على المسلمين وهم نزول ببصرى، وضايقوا أهلها فصالحوهم، على أن يؤدوا عن كل حاكم دينارا وجريب حنطة, ثم افتتح المسلمون حوران جميعها وقد تم ذلك سنة ١٣ للهجرة. قال القعقاع بن عمرو يذكر أمر بصرى هذا, وقد كان في الجيش المحاصر:

بدأنا بجمع الصفرين فلم ندع ... لغسان أنفا فوق تلك المناخر


= السن, فقلت: جيئوني بها فجاءت، فاستنشدتها فأنشدتني لنفسها:
أيا رفقة من آل بصرى تحملت ... تؤم الحمى لقيت من رفقة رشدا
إذا ما بلغتم سالمين فبلغوا ... تحية من قد ظن أن لا يرى نجدا
وقولوا: تركنا الصادري مكبلا ... بكبل هوى من حبكم، مضمرا وجدا
فيا ليت شعري هل أرى جانب الحمى ... وقد أنبتت أجراعه بقلا جعدا
وهل أردن الدهر ماء وقيعة ... كأن الصبا تسدى على متنه بردا
فوهبت لها دريهمات, وبتّ في ديرهم وأكرموا ضيافتي.

<<  <   >  >>