لم ينقطع قيام سوق بصرى بعد الإسلام بل زاد أمد قيامها, وكان العرب في جاهليتهم إذا انتهوا من سوق دير أيوب أقاموا سوق بصرى, حيث كان يشرف عمال الرومان. وتطول مدة هذه السوق طولا يتناسب هو وما قطعوا في سفرهم إليها من زمن. وقد بقيت تلك السوق حتى زمن المرزوقي "القرن الخامس الهجري", إذ ذكر أنه أدركها تقوم خمسا وعشرين ليلة، ونقل أنها كانت تقوم بولاية بني أمية من ثلاثين ليلة إلى أربعين, وهي مدة طويلة ليس للعرب مثلها في عامة أسواقهم.
اشتهر لبصرى نوعان من البضاعة اختصت بهما؛ أما الأول فالخمر لأنها كانت من مدن الشام التي يحمل منها الخمر١ ويتبجح العرب بذكرها. قال أبو ذؤيب الهذلي يذكر خمرتها: