للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ١.

ولأن التجارة والبيع أهم ما يشغل العرب, لم يذكر الله غيرهما من المشاغل حين أثنى على أناس لا يغفلون عن ذكره فقال: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} ٢.

وقال في تأنيب الذين اشتغلوا بالتجارة عن الصلاة: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} ٣.

ولما أراد تشويق قوم إلى الإيمان قال:

{هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّه} ٤.

وكثيرا ما تتكرر كلمات التجارة والربح والخسران في القرآن.

وأحسب أن هذا القدر كافٍ في بيان الحيز الذي شغلته التجارة من حياة العرب في جاهليتهم وإسلامهم, حتى إن صعصعة بن صوحان لم يذكر للعرب من الحرف غيرها. جاء في أمالي القالي: "قال معاوية لصعصعة بن صوحان: "صف لي الناس" فقال: "خلق الناس


١ سورة التوبة: ١١٢.
٢ سورة النور: ٣٧.
٣ سورة الجمعة: ١١.
٤ سورة الصف: ١٠، ١١.

<<  <   >  >>