بحيث نهر ونخيل أو يكون بحيث يراهما, وهي في مستوى لا جبال فيه ولا بحيث يقع البصر على جبال ... وبها نهر يعرف بنهر الأبلة, طوله أربعة فراسخ ما بين البصرة والأبلة١، وعلى حافتي هذا النهر قصور وبساتين متصلة كأنها بستان واحد قد مدت على خيط واحد. ويتشعب هذا النهر إلى أنهار كثيرة، فمنها ما يقارب هذا النهر في الكبر ... وهذه الأنهار كلها مخترقة بعضها إلى بعض وكذلك عامة أنهار البصرة حتى إذا جاءهم مد البحر تراجع الماء في كل نهر حتى يدخل نخيلهم وحيطانهم وجميع أنهارهم من غير تكلف، فإذا جزر الماء انحط حتى تخلو منه البساتين والنخيل ويبقى في الأنهار، إلا أن الغالب على مائهم الملوحة وإنما يستقون إذا جزر الماء إلى حد نهر معقل ثم يعذب فلا يضره ماء البحر".
ونحن معنيون بأن نعرف عن البصرة ميناء العراق الأكبر تفاصيل مسهبة؛ لأنها سوق العراق العامة يومئذ، فلا غنى لنا عمن شاهدها ونعتها لنقف على مكانتها وسعة غناها. ولولا هذه الصفات
١ قال في القاموس: الأبلة: موضع بالبصرة، أحد جنان الدنيا.