للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان على البصرة عثمان بن حنيف واليا لعلي، وقد مهدت لأمرها بكتب أرسلتها إلى رؤساء البصرة وساداتها, فأجابها قليل ورد عليها قوم وحايد قوم. بعد هذا التمهيد القصير أنقل وصف هذا المشهد, معتمدا على ما جاء في تاريخ الطبري:

"أقبلت عائشة فيمن معها حتى إذا انتهوا إلى المربد ودخلوا من أعلاه، أمسكوا ووقفوا وتلقاهم الناس حتى لو رموا بحجر ما وقع إلا على رأس إنسان. وخرج عثمان أمير البصرة لعلي فيمن معه، ولحق بعائشة من أهل البصرة من شاء حتى غصّ المربد بالناس واحتلّ طلحة والزبير وجموعهما ميمنة المربد واحتل عثمان بمن معه ميسرته، فوقف طلحة يتكلم فأنصتوا له:

فحمد الله وأثنى عليه وذكر عثمان -رضي الله عنه- وفضله والبلد وما استحل منه بقتل عثمان الخليفة، وعظم ما أُتي إليه. ودعا إلى الطلب بدمه وقال: إن في ذلك إعزازا لدين الله عز وجل وسلطانه، وأما الطلب بدم الخليفة المظلوم فإنه من حدود الله، وإنكم إن فعلتم أصبتم وعاد أمركم إليكم, وإن تركتم لم يقم لكم سلطان ولم يكن لكم نظام. وتكلم الزبير بمثل ذلك، فقال من بميمنة المربد وكانوا يحطبون في حبل الخارجين على عليٍّ: "صدقا وبرا وقالا الحق وأمرا

<<  <   >  >>