أما الأول فعلى عهد الراشدين, إذ كان يقتصر أمره على التجارة غالبا وإن لم يعدم يوما أن كان ساحة حرب ومسرح مآسٍ. وقد عرفنا مما ذكر الطبري أن به موضعا للدباغين. فالمربد إذن سوق البصرة أيام الراشدين وأغلب ما يتاجر فيه التمر وما إليه والإبل والسلاح والغنائم مما كان يقسم على المحاربين، فيبيعه هؤلاء في المربد.
ثم يأتي العهد الثاني أيام الأمويين وقد اتسعت السوق وكثر قاصدوها من الأطراف, وازدهت بالشعراء والأدباء والعلماء ووفود القبائل، مما لم يكن في العهد الأول؛ لانشغال الناس آنئذ بالجهاد والفتوح، وعدم فراغ لهذه الألوان من الأدب التي لا تغزر وتتهيأ إلا بعد استتباب حال الدولة، ولم نعهد حركة أدبية نشأت إبان الفتوح حين تتأسس الدول.
وازدان هذا العهد بأفحل رجاز وشعراء أخرجهم العهد الأموي, وأخص بالذكر جريرا والفرزدق والأخطل والبعيث وراعي الإبل وذا الرمة، ومن الرجاز رؤبة وأباه العجاج وأبا النجم العجلي وهذا الفريق.
أما في العهد الثالث, أي: بين آخر العصر الأموي والقرن الثاني