"قال أهل مكة لمحمد بن مناذر الشاعر: "ليست لكم -معاشر أهل البصرة- لغة فصيحة، إنما الفصاحة لنا أهل مكة" فقال ابن مناذر: "أما ألفاظنا فأحكى الألفاظ للقرآن، وأكثرها له موافقة، فضعوا القرآن بعد هذا حيث شئتم: أنتم تسمون القدر: بُرمة، وتجمعون البرمة على برام، ونحن نقول: قدر ونجمعها على قدور، وقال الله عز وجل: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [سبأ: ١٣] . وأنتم تسمون البيت إذا كان فوق البيت علية، وتجمعون هذا الاسم على علالي ونحن نسميه غرفة ونجمعها على غرفات وغرف، وقال الله تبارك وتعالى: {غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} [الزمر: ٢٠] وقال: {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: ٣٧] . وأنتم تسمون الطلع: الكافور والإغريض، ونحن نسميه الطلع, وقال الله عز وجل: {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء: ١٤٨] " فعدّ عشر كلمات, ولم أحفظ أنا منها إلا هذا".