من الفنون الجميلة". و"كان الإقبال على معرض الصناعات فوق ما كان يرجى؛ وذلك لتعطش الجمهور لمثل هذه المظاهر الفنية والصناعية واهتمامه بالنهضة الاقتصادية. وقد زار المعرض نيف وأربعون ألفا خلال ثمانية الأيام "٨-١٥ حزيران" التي ظلت أبوابه مفتحة فيها، منهم ثلاثة عشر ألف سيدة". و"كانت نتائج المعرض مرضية محسوسة، شعر بها من عرضوا مصنوعاتهم في القاعتين الخاصتين بالنفائس والأعلاق النفيسة"١.
والمعرض الشامي الثالث كان للصناعات الوطنية، أقيم في صرح الجامعة السورية، في شهر آب سنة ١٩٢٩, وعرض فيه مصنوعات المناسج على اختلافها والمصابغ والمطابع والمطاحن والمزايت والمصابن عدا النفائس الشامية من القطع الخشبية والنحاسية والمصوغات، هذا إلى ما اشتهرت به دمشق من عمل "السكاكر" والمربيات والزجاج ... إلخ. وكان الإقبال على هذا المعرض أكثر من سابقيه؛ لشموله أكثر صناعات الشام واشتراك مدن سورية الشمالية. وقد تجلت فيه مواهب العرب في سورية, واستعدادهم للإسهام في الصناعات العالمية. وقوي الأمل في أحفاد من أقاموا بأيديهم وفكرهم وجهودهم، المجد الصناعي لقرطبة وبغداد ودمشق ومصر، يوم لم تكن صناعة إلا صناعتنا ولا حضارة إلا ما تنعم به الإنسانية على يدنا وبمسعانا.
وفي ربيع هذا العام "١٩٣٦م" قامت الاستعدادات على قدم وساق لإنشاء معرض عام يمثل ذكاء العربي وتقدمه في جميع المناحي. وقد وافق هذا التأهب كلبا من الزمان, وحربا من العدو، وفقرا
١ انظر التقرير الخامس بأعمال المجمع العلمي العربي سنة ١٩٢٨ ص٣٨.