بقبر ابن ليلى غالب عذت بعدما ... خشيت الردى أو أن أرد على قسْر
فخاطبني قبر ابن ليلى وقال لي: ... فكاكك أن تلقى الفرزدق بالمصر
فقال له الفرزدق:"صدق أبي, أَنِخْ أَنِخْ". ثم طاف على الناس حتى جمع له كتابته وفضلا فضل للمكاتَب، فانصرف وقد أنجح مسعاه.
٢- مجنون في حب:
كان بالبصرة مجنون قاعد على ظهر الطريق بالمربد، فكلما مر به ركب قال:
ألا أيها الركب اليمانون عَرِّجوا ... علينا فقد أمسى هوانا يمانيا
نسائلكم: هل سال نعمان بعدكم ... وحبّ إلينا بطن نعمان واديا
فسألت عنه، فقيل: هذا رجل من البصرة، كانت له ابنة عم يحبها, فتزوجها رجل من أهل الطائف فنقلها، فاستوْله عليها١.
٣- إنهاب مال:
كان زياد قد نهى أن يُنهب أحد مال نفسه، وكان الفرزدق أنهب ماله بالمربد. وذلك أن أباه بعث معه إبلا ليبيعها فباعها وأخذ ثمنها, فعقد عليه مطرف خز كان عليه، فقال قائل:"لشد ما عقدت على دراهمك هذه، أما والله لو كان غالب ما فعل هذا الفعل! ".
فحلها الفرزدق ثم أنهبها, وقال:"من أخذ شيئا فهو له".
وبلغ ذلك زيادا فبالغ في طلبه فهرب، فلم يزل زياد في طلبه، قد بلغ منه كل مبلغ ليعاقبه على ما صنع، وقد نهى زياد في ذلك ألا يفعله أحد.