بنو العم قبيلة ليست من صميم العرب "نزلوا ببني تميم في أيام عمر بن الخطاب, فأسلموا وغزوا مع المسلمين وحسن بلاؤهم، فقال الناس: "أنتم وإن لم تكونوا من العرب إخواننا وأهلنا, وأنتم الأنصار والإخوان وبنو العم" فلقبوا بذلك وصاروا في جملة العرب. إلا أن الاسم الذي سموا به يحمل في تضاعيفه سمة قوم لصقاء، فكان فيه بعض الغضّ منهم وكانوا يضربون مثلا في رقة النسب وضعف الوشيجة, حتى قال كعب بن معدان يهجو بني ناجية ويُعرّض بنسبهم في قريش:
وجدنا آل سامة في قريش ... كمثل "العم" بين بني تميم
حضرت هذه القبيلة المربد وقد تواقف للهجاء جرير والفرزدق، يرد هذا على ذلك ووراء كل قبيلته وحزبه، فهاج الشر واقتتلت القبيلتان: بنو يربوع قوم جرير، وبنو مجاشع قوم الفرزدق، فأمدت بنو العم بني مجاشع وجاءوهم وفي أيديهم الخشب فطردوا بني يربوع" فقال جرير: "من هؤلاء؟ " قالوا: "بنو العم" فقال جرير يهجوهم ويعرض بالفرزدق وأنصاره الوضيعين هؤلاء:
ما للفرزدق من عز يلوذ به ... إلا بني العم في أيديهم الخشب
سيروا بني العم فالأهواز داركم ... ونهر تيرى ولم تعرفكم العرب١
٧- والفرزدق لعبة:
جرير والفرزدق ملآ المربد بأشعارهما ونقائضهما, وظلا حديث أهلها ما عاشا. لا يألو أحدهما جهدا في خلق ما يعير صاحبه به، فهما أبدا
١ الأغاني ٣/ ٢٥٧ "دار الكتب". الأهواز: سبع كور بين البصرة وفارس، لكل كورة منها اسم ويجمعها الأهواز. ونهر تيرى من نواحي الأهواز.