للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الأخطل يعين أوس بن مغراء, ويحكم له:

وإني لقاضٍ بين جعدة عامر ... وسعد قضاء بين الحق فيصلا

أبو جعدة الذئب الخبيث طعامه ... وعوف بن كعب أكرم الناس أولا

وقال كعب بن جعيل:

إني لقاضٍ قضاء سوف يتبعه ... من أم قصدا ولم يعدل إلى أود١

فصلا من القول تأتم القضاة به ... ولا أجور ولا أبغي على أحد

"نالت" بنو عامر سعدا وشاعرها ... كما "تنال" بنو عبس بني أسد٢

وهكذا باء النابغة على فحولته بشر ما يبوء امرؤ إلى أهله، وفاز أوس بحكومة هؤلاء القضاة غير العادلين.

١٠- نقد سخف:

تكوّف جماعة بمربد البصرة على الشاعر ذي الرمة، وهو قائم وعليه برد قيمته مائتا دينار. فاجتمعوا إليه وهو ينشد, ودموعه تجري على لحيته حزنا وأسفا على عهد صاحبته خرقاء:

ما بال عينك منها الدمع ينكسب ... إلخ.

بينا ذو الرمة بالمربد والناس مجتمعون إليه، إذا هو بخياط يقف ويقول: "يا غيلان" "اسم ذي الرمة":

أأنت الذي تستنطق الدار واقفا ... من الجهل: "هل كانت بكن حلول؟ "

فقام ذو الرمة وفكر زمانا ثم عاد فقعد في المربد ينشد, فإذا بالخياط قد


١ أم: قصد, الأود: العوج والميل.
٢ الأغاني ٤/ ١٣١, وفيها كلمة قبيحة مكان "نالت"، "تنال".

<<  <   >  >>