للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٧- حل سلمي:

قتل بعض بني تميم مسعود بن عمرو العتكي فنهض أخوه زياد بن عمرو لثأره، فحشد الحشود في المربد وجعل في الميمنة بني بكر بن وائل وفي الميسرة بني عبد القيس وبقي هو في القلب.

بلغ ذلك الأحنف بن قيس سيد بني تميم فقال: "هذا غلام حدث شأنه الشهرة، وليس يبالي أين قذف بنفسه" ثم ندب أصحابه, فجاءه حارثة بن بدر الغُداني وقد اجتمعت بنو تميم, فجعلوا سعدا والرباب في القلب ورئيسهم عبس بن طلق الطعان المعروف بأخي كهمس, فجعل في القلب بحذاء الأزد، وجعل حارثة بن بدر في بني حنظلة بحذاء بكر بن وائل، وجعلت عمرو بن تميم


=
أبى كل حر أن يبيت بوتره ... ويمنع منه النوم إذ أنت نائم
أقول لفتيان العشي: تروحوا ... على الجرد في أفواههن الشكائم
قفوا وقفة: من يحي لم يخز بعدها ... ومن يخترم لا تتبعه اللوائم
وهل أنت -إن باعدت نفسك منهم ... لتسلم- فيما بعد ذلك سالم؟
فقال لي: "أعد" فتنبهت وندمت، فقلت: "أوغير ذلك؟ " فقال: "لا، أعدها" فأعدتها، فطال على سرجه، وتمطى في ركابه حتى خلته قد قطعها، ثم حمل فطعن رجلا وطعنه آخر، فقلت: "أتباشر الحرب بنفسك والعسكر منوط بك؟ " فقال: "إليك عني يا أخا بني ضبة، كأن عويفا أخا بني فزارة نظر في يومنا هذا حيث يقول:
ألمت خناس وإلمامها ... أحاديث نفس وأسقامها
يمانية من بني مالك ... تطاول في المجد أعمامها
وإن لنا أصل جرثومة ... ترد الحوادث أيامها
يرد الكتيبة مغلولة ... بها أفنها وبها ذامها"
ثم حمل حملة جاءه فيها سهم عاشر، فشغله عني وكان آخر العهد به" ا. هـ.
ويخترم: يمت شابا. والأفن: ضعف العقل. والذام: الذم.

<<  <   >  >>